لبنان لا يبدع فقط في الغناء والرقص ومختلف الفنون، فهو يبدع أيضاً في الإنجازات الكبيرة والطبية والإختراعات العلمية والإكتشافات، بحيث حقق لبنان من خلال فؤاد مقصود إنجازاً جديداً بعد أن حصل على لقب "أفضل مبتكر في العالم العربي" في برنامج "نجوم العلوم"، حيث تنافس مع أربعة من كبار المبتكرين في العالم العربي على الفوز بجائزة 600 ألف دولار.

البرنامج هو عبارة عن ثلاث مراحل أساسية، مرحلة بناء النموذج والتي تضم لجنة تحكيم علمية متخصصة، أما المرحلة الثانية فهي التسويق الصناعي كانت فيها نصف العلامة للجنة العلمية والنصف الآخر للمستثمرين، والمرحلة الثالثة هي النهائية أحرز فيها مقصود اللقب، كان فيها 50% لتصويت اللجنة العلمية و50% لتصويت الجمهور، ونال فؤاد أعلى العلامات في كل الفئات والمراحل، وفي المرحلة النهائية توافق تصويت الجمهور مع تصويت اللجنة العلمية ليكون الأول كذلك بتصويت اللجنة العلمية.

يُعد إبتكار فؤاد مقصود، تقدمًا كبيرًا في مجال تكنولوجيا النانو، وهو آلة متعددة الوظائف يمكن استخدامها لأغراض مختلفة، مثل صنع الملابس الواقية من الماء ودمج الدواء في ألياف الضمادات.

موقع "الفن" بارك لـ مقصود إبتكاره، وكان لنا معه هذا الحوار.

بين ليلة وضحاها، بات اسمك على كل لسان، من هو فؤاد مقصود؟

أنا 100% لبناني وأعيش في لبنان، تخرجت من الجامعة اللبنانية وجامعة الروح القدس وجامعة الـAUB، لدي شهادة جامعية في الهندسة البتروكيميائية من جامعة الروح القدس، وشهادة جامعية في الكيمياء من الجامعة اللبنانية، وماجستير في الهندسة الكيميائية من الجامعة الأميركية في بيروت ودراسات في الأبحاث العليا في الهندسة الميكانيكية من الجامعة الأميركية، وكلها كانت منحاً جامعية.

كيف تعرفت على التكنولوجيا ؟

التكنولوجيا تعرفت عليها في الجامعة الأميركية في بيروت وبدأت العمل بها مع الدكتورة نغم إسماعيل التي عملت على نظريات هذه التكنولوجيا وأنا توليت الجزء العملي وهكذا تعرفت على هذه التكنولوجيا وبدأت بها أبحاثي.

الى ان وصلت إلى مكان أصبح لدي مُنتَج لا يجب أن يبقى داخل جدران المختبر بل يجب أن يصبح متوفراً لكل إنسان في العالم، وهنا بدأت فكرة الإبتكار.

هل سيكون بإمكان الجميع الحصول على المنتج الذي إبتكرته؟

في مرحلة الأبحاث هناك مبالغ كبيرة تُدفع بسبب المشاكل التي تحدث والأمور التي تعاد، لكنها في النهاية هي طرق علاج جديدة .

أنا إخترعت آلة ذات علاقة بالثياب التي نزرع فيها الدواء للتصدي لثلاث مشاكل صحية، من الخارج تصبح الملابس مضادة للماء والبكتيريا ومن الداخل تصبح نظاما علاجيا متكاملا لثلاثة مشاكل صحية، أولها الحروق البالغة، والثانية تقرحات مرضى السكري، والثالثة التشنجات العضلية الناتجة عن التمارين الرياضية.

هل يصلح هذا الإختراع لكل أنواع القماش؟

تمت تجربته على ثلاثة أنواع من القماش، القطن، البوليستر، ونوع يضم البوليستر والقطن معا، ونجح على الثلاثة. والأهم من كل ذلك أن الملابس المستخدمة ستكون معقمة لذلك فهو يصلح لكل أنواع الملابس.

هل بدأتم في تنفيذ الإختراع أم أنه لا يزال قيد الدرس؟

النموذج الأولي نفّذ وأثبت فعاليته لذلك حصلت على أعلى علامة في تاريخ برنامج "نجوم العلوم". في لبنان لدينا قدرات فكرية جدا واسعة ومجالات بحثية جداً واسعة نتحدى بها العالم بأجمعه.

هل سجلت براءة الإختراع ؟

براءة الإختراع هي بإسمي في الولايات المتحدة الأميركية، وهذا حقي ولا أحد يستطيع أن يقف في وجهي.

أين يمكن أن يوجد هذا العلاج؟ بأي مستشفى أو مختبر؟

هذه الآلة لا تزال في المراحل الأولية وأثبتت فعاليتها ولكن و لأنها ترتبط بالموضوع الطبي، طرحها في الأسواق سيأخذ بعض الوقت، فهناك تصاريح عالمية يجب أن نحصل عليها قبل طرح المنتج مثل موافقة الـCE MARCK ومنظمة الصحة الأميركية FDA لكي نستطيع إستثمار الاختراع في كل العالم وتسويقه، وهذا يفرضه علينا النظام العالمي CE MARCK ، وهو ما باشرنا به .

كيف خطرت لك الفكرة أن تشترك في برنامج "نجوم العلوم"؟

أنا قدمت على البرنامج قبل 24 ساعة من إنتهاء موعد تقديم طلبات المشاركة، وصودف حينها أنه كان لدي إختراع أريد أن أوصله كي لا يبقى حبراً على ورق ليصبح منتجا فعّالا، وكنت بحاجة إلى فرصة، وهذه الفرصة وجدتها في البرنامج الذي هو من مبادرات مؤسسة قطر والذي هو الأول والأضخم من حيث المنافسة بين المخترعين في الشرق الأوسط، فتقدمت، وبعد 24 ساعة من إغلاق موعد الطلبات إتصلوا بي وأخبروني أنني تأهلت لمرحلة التصفيات الأولية، وطلبوا حضوري فذهبت والحمد لله في كل مرحلة كنت أفوز بالمركز الأول على كل المنافسين لأنال اللقب في النهاية للبنان.

هل ستبقى في لبنان أم ستسافر؟

أستكمل اليوم أبحاثي في الجامعة الأميركية في بيروت، هذا بلدي وأفتخر بأنني بدأت من هذا البلد. أنا الآن في لبنان وهدفي لبنان، وبالإضافة إلى هذا الإختراع فنحن نعمل على عدد من المواضيع على صعيد الوزارات والجامعات لكي يحصل كل شاب غيري على فرصة لفكرة يريد أن ينفذها لتصبح إبتكارا ونساعده في هذا الموضوع. أحب أن أضيء على منطقتنا العربية التي فيها ألف فؤاد وأنا أتعرف عليهم كل يوم.

هل لديك وظيفة أخرى تجني منها المال؟

كان هناك فترة بين تخرجي وتقديمي على البرنامج، خلال هذه الفترة لم أتقدم بطلبات توظيف، بعدها ذهبت بمفردي وحولت "شاليه" إلى مختبر لأجري فيه أبحاثي للقيام بنموذجي الأولي الأصغر من الذي تقدمت به الى نجوم العلوم، وأهديته لجامعتي، ومن بعدها إنتقلت إلى البرنامج، فعلى الشاب أن يضحي بكل شيء للوصول إلى أهدافه.

هل ما زلت أعزب؟

لا أحبذ الدخول في حياتي الخاصة، ولكنني نعم أعزب.